27 - 06 - 2025

ملامح | الأهلي للفرص الضائعة.. وإيران للانتصار والسيادة

ملامح | الأهلي للفرص الضائعة.. وإيران للانتصار والسيادة

منذ السابع من أكتوبر 2023، ونحن نتابع الأحداث السياسية والعسكرية وكأننا نتابع مباريات كرة القدم.. ننتظر عملية للمقاومة الفلسطينية ترضي أحزاننا على ما يتعرض له الشعب في قطاع غزة.. وباتت كمائن الموت لجنود الاحتلال وآلياته أفضل هدف مباغت للخصم ننتظره يومياً ونفتخر به، أمام صمت الأنظمة العربية، المتصهينة ومن في الطريق إليها.

منذ الثالث عشر من يونيو 2025، ونحن نتابع حدثين هامين الأول مشاركة النادي الأهلي، نادي الفرص الضائعة في أول بطولة لكأس العالم للأندية بفريق لا يمكن وصفه إلا بأنه فريق كسر الأحلام.. الآلة الإعلامية الأهلاوية شحنت جماهيرها وألهبت مشاعرهم بضجة إعلامية غير مسبوقة بالمشاركة في النسخة الأولى للبطولة بنظامها الجديد.. فالأهلي يشارك ضمن 32 فريقاً عالمياً وهو شرف تتمناه كل الفرق بلا شك، ولا ننسى الصفقات والإعارات لدعم الفريق.. وكانت النتيجة لا فوز، وإضاعة الفرص كل الفرص التي تمنحنا الفوز.. كما كشفت المباريات عن رداءة الكثير من اللاعبين، ومن تم الاستعانة بهم من خارج الفريق لإضافة القوة وزهوة الأداء، فما بين حمدي فتحي والشحات وقفشه يا قلبي لا تحزن.. والمهرول تريزيجيه وعمر كمال عبد الواحد ومحمد هاني لا تلطم خدودك، فالكل عطية الله.

الضجيج الإعلامي الأهلاوي أشعرنا بأنهم ذاهبون لأمريكا للعودة بكأس البطولة أو احتلال المركز الثالث كما هو معتاد، لكن مع الآسف لم نشاهد إلا أداءً باهتاً متقلب كأمواج الترع وتنبؤات الطقس، ولاعبين غالبيتهم لا يرتقي مستواهم الفني بفريق كسر الأحلام والمنافسة على بطولة الفرص الضائعة، وعلى الله حكاية الخطيب وأحلامه التي طلعت عليها الشمس فذابت. مثله في ذلك كمثل مسؤول بنى قصورا من الآمال فاستيقظت وردة ووجدتها قصورا من الخيال.

ما صبرنا على أهلي الفرص الضائعة، ومشاهد استشهاد الشعب الفلسطيني أمام مراكز المساعدات، تلك المصيدة التي نصبتها الولايات المتحدة التخريبية ولقيطتها إسرائيل لاصطياد الشعب الجائع لقتله، سوى مسيرات وصواريخ إيران الباليستية، والتي قدر عددها بقرابة 1600 مسيرة وصاروخا متعدد الأنواع، والتي كبدت اللقيطة وفقا لإعلامها، مقتل 29 وإصابة 872، وتضرر 31 ألف مبنى وتدمير 4 آلاف مركبة.. ووفقا لتقديرات "هيئة الطوارئ الوطنية" التابعة للكيان، فقد أكثر من 11 ألف مواطن منازلهم، وتضررت أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، يُقدّر أن نحو ثلثها سيُهدم بالكامل.. وتقدر تكلفة الأضرار للممتلكات بحوالي أربع مليارات شيكل، وهو رقم غير مسبوق. كما تم تقديم نحو 25 ألف بلاغ لسلطة ضرائب الممتلكات حتى الآن، تم التعامل مع ثلث هذه المطالبات فقط، ويتوقع أن تستغرق عملية التقييم الكامل للأضرار عدة أسابيع وذلك وفقا لما ذكرته القناة 13 العبرية، والتي أوضحت أن تل أبيب والمنطقة المركزية كانت الأكثر تضررًا، كما قدر الإعلام الصهيوني حجم الخسائر الدفاعية خلال حربه مع إيران بنحو 5 مليارات دولار.. وهي خسائر لم يعتد عليها الكيان اللقيط على الأراضي المحتلة، خاصة وأن صواريخ ومسيرات إيران تمكنت من تدمير مواقع حساسة وفقا لوصف إعلام اللقيطة، وهو وصف لم يستخدم من قبل.. فلقد نجحت الصواريخ الإيرانية في تدمير موقع عسكرية ومطارات واستخباراتية وإلكترونية ومحطات كهرباء ووقود وموانئ.

الناشط الحقوقي والكاتب والمحلل السياسي اليمني د. عبد الله المنصوري، يقول "موقع هيس الاسرائيلي يكشف عن مقتل 6 جنرالات عسكريين كبار 32 ضابطا بالموساد 78 شاباك 27 ضابطا بالبحرية 198 ضابطا بالجوية 462 جنديا بصفوف الجيش 423 مدنيا، وقدر خسائر الصواريخ الاعتراضية التي فقدتها اسرائيل 11 مليار دولار".. وكذلك أكد معهد دراسات الأمن القومي في جامعة "تل أبيب" عدد الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي أطلقت من إيران على إسرائيل خلال 12 يوماً بـ 591 صاروخ باليستي، و1050 مسيرة، ومقتل وإصابة 3491، وعدد المستوطنين النازحين 11 ألفا، وعدد طلبات التعويض بلغ 38700 طلب، فضلا عن أن صفارات الإنذار دوت بسبب الصواريخ الباليستية 19434 مرة، بنسبة 41.3 % في الشمال، 44.3% بالوسط، و14,3% في الجنوب.. كما دوت صافرات الإنذار بسبب المسيّرات الإيرانية الإنذار 609 مرة كان نصيب الشمال منها 78 % والوسط 8% والجنوب 14%.

انتصرت إيران على الولايات التخريبية ولقيطتها، وأثبتت للمنبطحين أن هزيمة القوة العظيمة لأمر سهل.. وما أيسر إبادة غطرستهما، كل المطلوب إرادة القيادة السياسية مدعومة بإرادة الشعوب.. وفي حالتنا العربية تتوفر الشعوب وتنعدم الإرادة السياسية.

إيران انتصرت، وانكسرت أمام إرادتها وعزيمتها، غطرسة اللقيطة وراعيها الأمريكي، وصبيته “فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي".. انتصار يمنح المقاومة العربية قوة المواجهة والنصر، والشجاعة لمواجهة الاحتلال.. انتصرت والتفت من حولها شعوب منطقة الشرق الأوسط والعالم الثالث، بدون مذهبية وطائفية.

كان المطلوب استسلام إيران قيادة وأرضا وشعبا.. وتغيير نظامها المعادي لأمريكا ولقيطتها وصبية العم سام في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والقضاء على المشروع النووي الإيراني، والقضاء على صواريخه متعددة الأنواع المصنوعة بعقلية وابتكار وأيدي الإيرانيين، وعزل إيران شعبيا بمنطقة الشرق الأوسط، وعزلها عن المقاومة العربية باعتبارها حليفة استراتيجية لها بالمنطقة، كان المطلوب الإعلان أن الكيان اللقيط هو سيد المنطقة، لكن إيران بمفردها والتي رفضت المساعدة من الأصدقاء والحلفاء، لقنته ضربة قاسية لا يمكن استعادة بنائها مجددا إلا بعد 3 أو 4 سنوات، بتكلفة تقدر بحوالي 3 تريليون شيكل.

الشعب الإيراني المؤيد والمعارض للنظام وقف خلف نظامه وجيشه، وقدرات إيران الصاروخية والمسيرة تمكنت من الوصول لقلب الكيان اللقيط، والقواعد الأمريكية حتى ولو كانت تمثيلية، وبرنامجها النووي قائم وذلك يفسر سر الخلاف بين الإعلام الأمريكي وإدارة ترامب.. خرجت إيران قوية نظاماً وشعباً وجيشاً وسلاحاً، لكن يعيبها أمنها الداخلي المخترق بصورة لا تصدق، ودفاعها الجوي غير المتواجد.

خلاصة النصر الإيراني، كما يقول الدكتور المنصوري "لم تكن إسرائيل ودول الخليج وأوروبا وأمريكا تتوقع أن إيران بهذه القوة والصلابة والتكتيك.. إيران جرفت كل تريليونات الخليج، ودعست اسرائيل بشكل غير متوقع ومسبوق، فعلا إسرائيل وأمريكا ودول الخليج وأوروبا خسروا الحرب مع إيران".

قولا واحداً وحازما قاله الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حمدي بخيت، "إيران رسخت نفسها كقوة إقليمية مؤثرة، ولن تقبل بشروط مذلة، بعد تمكنها من فرض وجودها في معادلات الشرق الأوسط السياسية والعسكرية.. مؤكداً في حواره على قناة النيل للأخبار أن إسرائيل وأمريكا هما من طلبتا وقف إطلاق النار".

إيران انتصرت.. وتريليونات شعب الخليج تم دعسها، وأمريكا حامي الحمى الخليجي، والكيان الدجاجي، وكتاكيت العم سام في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأوروبا تمت هزيمتهم، ولا عزاء لهم وللضاحية الإبراهيمية ومن على شاكلتهم.
-----------------------
بقلم: محمد الضبع


مقالات اخرى للكاتب

ملامح | الأهلي للفرص الضائعة.. وإيران للانتصار والسيادة